أيمن بوغانمي: دمقرطة الشعبوية هو ثأر الثورة من الديمقراطية
تصبح الديمقراطية في خطر اذا تم دمقرطتها اكثر من اللازم، والشعبوية، هي ثأر الثورة من الديمقراطية التي احتوتها، بعض خلاصات ناقشها كتاب "الشعب يريد.. حين تأكل الديمقراطية نفسها" للكاتب الاستاذ ايمن بوغانمي، الذي اوضح في تصريح لموزاييك على هامش ندوة قدم فيها كتابه الجديد، ان مشكلة الديمقراطية انها تسمح للفاعلين فيها باستنزافها من الداخل وكشف اخطائها عكس بقية الانظمة السياسية الاخرى.
واعتبر البوغانمي ان كتابه الجديد لا يتحدث عن تونس اساسا بل هو قراءة في تجارب اخرى عالمية، لكنه مرآة للواقع التونسي اذا اراد القارئ اعمال الاسقاطات على واقعنا، مشيرا الى ان كتابه الذي تمت صياغة محتواه قبل احداث 25 جويلية 2021، لا يعالج مشكل الديمقراطية في تونس ولكن يمكن للقارئ ان يفهم من خلاله لماذا انهارت الديمقراطية في هذا البلد الذي وصل الى الديمقراطية في وقت غير مناسب.
وابرز البوغانمي ان الديمقراطية تنهار بسبب غياب عنصر اساسي وهو "الحراس الديمقراطيون للمعبد الديمقراطي" واهم روافده غياب الدستور الديمقراطي غير المكتوب اي المعايير والاعراف والتقاليد الديمقراطية وهي غير متوفرة في تونس بما يكفي، والإعلام الذي كان يلعب دور حارس للمعبد الديمقراطي من الفوضوية في الخطاب ومن الشعبوية لكنه فقد هذا الدور بسبب المنافسة الداخلية وكثرة وسطوة وسائل التواصل الاجتماعي.